لا شك أن المتتبع للوضعية الاقتصادية للمجال التادلي خلال القرن
التاسع عشر ، سيلاحظ صعوبة الرصد و التوثيق، ويرجع ذلك إلى أن الواقع الاقتصادي
لبعض القطاعات، لم يسير على وثيرة واحدة بفعل التغيرات السياسية الدورية التي كانت
تضرب الإنتاج، وبفعل الإفراط في فرض الضرائب و المكوس غير الشرعية مما أفضى إلى
خلخلة القطاع الاقتصادي، إضافة إلى كون أغلب المؤرخين لم يتركوا الكثير من التفاصيل
حول هذا الموضوع.
ولا عجب في ذلك على اعتبار أن المؤرخين لم يعنوا بالقضايا الاقتصادية
،إذ نادرا ما يتم العثور على مؤلف يعالج جوانب اقتصادية من قبيل الأنشطة الحرفية
أو التجارية أو الزراعية وكذا الأسواق،وحتى إن وجد فإنه يتناولها بشكل عرضي و لا
يورد سوى إشارات متناثرة ذات طابع عام.
ومما لا شك فيه أن الأسواق تعتبر من أهم البنيات الاقتصادية في المجال
التادلي"فالسوق هو الموضع الذي يجلب إليه المتاع و السلع للبيع و الإبتياع"[1]ولا
شك أن الأسواق في المجال التادلي
،لم يكن يؤدي الدور الاقتصادي
القائم على البيع و الشراء فقط، بل تجاوزوا هذه الوظيفة على وظائف أخرى اجتماعية و سياسية و ثقافية،
ومن هنا سنحاول الإجابة على إشكالية أطرت منذ الوهلة الأولى هذا البحث، وهي إبراز
أهمية الأسواق داخل البنيات الاقتصادية في منطقة تادلا ؟
و للإجابة عن هذا الإشكال سنحاول تجزيئه إلى أسئلة فرعية و هي:
ما هو السوق و ما هي أنواعه؟ ما مدى أهمية الأسواق في منطقة تادلا؟
وما هي أهم الوظائف التي تؤديها هذه الأسواق؟ و هل يمكن إعتبارها مؤسسة أو بنية اقتصادية
قائمة الذات؟
عندما نسمع كلمة السوق فإن أول شيء يتبادر إلى أدهاننا، هو التسوق أي
البيع و الشراء ، و السوق في الأصل هو تسمية لمكان يجتمع فيه الناس للتبضع و البيع
و المتاجرة في يوم معلوم ، و في هذا الصدد أورد تعريف أورده عمر أفا في كتابه
التجارة المغربية في القرن التاسع عشر حيث قال" الأسواق موائد الله فمن
أتاها أصاب منها"[2]،
وهو تعريف وصفي لما يعرض في الأسواق، بينما عرفه عمر خيري بقوله "كلمة
السوق من أصل أرامي و تعني الوظيفة التي
يقوم بها مكان ما "[3]و
معناه أن السوق سمي بتلك التسمية نسبة إلى الوظيفة التي يقوم بها المجال الذي يوجد
به هذا السوق.
أما فيما يخص أنواع الأسواق
فنجد نوعين من الأسواق التي كان ينظمها
المجال الاقتصادي في تادلا خلال القرن التاسع عشر ، فهناك أولا الأسواق اليومية و
هي مرتبطة بالحواضر كبني ملال و قصبة تادلا، أما الصنف الثاني فهو الأسواق
الأسبوعية و التي كانت تقام في يوم معين من الأسبوع، وغالبا ما كانت تعرف باسم ذلك
اليوم، كسوق الجمعة ببني ملال وسوق الأربعاء بالفقيه بن صالح وغيرها، حيث كان يبنى في صباح ذلك اليوم ، و يفض في آخر
اليوم نفسه، ولا زالت مثل هذه الأسواق ذات البينة العتيقة قائمة إلى يومنا هذا حيث
تنتشر بمنطقة تادلا بشكل كثير.
هذا و تجدر بنا الإشارة ، إلى" أن الإشعاع المتوسط للأسواق في
مغرب القرن 19م، لم يكن يتعدى في المتوسط ما بين 20و 30 كيلومترا"[4]فإن
أسواق منطقة تادلا لم تكن لتشد عن هذه
القاعدة و لذلك فقد انتشرت مجموعة من الأسواق القريبة بعضها البعض نتيجة لهذا الإشعاع
المحلي،و تكون على طول أيام الأسبوع "وبالجملة فإن أسواق سائر الأيام
دائرة و قريبة"[5]
و بالتالي فإن الحياة الاقتصادية كانت رهين بوجود الأسواق بكثرة.
إن القيام بتشريح جاد و معقول للحقل الاقتصادي لمنطقة تادلا في القرن
التاسع عشر يمكن أن يوفر لنا إمكانية
التعرف على أهمية الأسواق ، لأن التسوق سواء عند الرحل أو المستقرين يشكل مسألة لا
مفر منها، ذلك أن قضاء حوائجهم و مستلزمات العيش رهين بالذهاب إلى السوق، و تتضح
أهمية السوق في تادلا في مركزيته في الحياة القبلية ، حيث نجد أن لكل قبيلة سوقها
الخاص، و لهذا فقد سعى المخزن إلى مراقبتها و ذلك عبر فرض الضرائب و مراقبتها،حيث
شكلت ثابتا رئيسيا في توفير مداخيل مالية مهمة فقد" حرص المخزن والأسواق
والموانىء ، و على تحديد أسعار السلع و طبيعة ووثيرة رواجها"[6] ولا شك
أنه من بين الأسواق التي حرص المخزن على تنظيمها و مراقبتها، نجد أسواق منطقة
تادلا التي تعد من أهم الأسواق باعتبار أن تادلا كانت منطقة تعبر منها مجموعة من
الطرق التجارية، ولعل أهمها الطريق التي تربط بين العاصمتين التاريخيتين للمغرب
فاس و مراكش.
كما أن هذه الأسواق تشكل مناطق التقاء للقبائل مما يسهل على المخزن
ضبطها، و الحصول منها على إيرادات مهمة من الضرائب،فقد" كانت ترد على
المخزن أموال مهمة من المكس المفروض على سوق دمنات، و مقدارها عشر قيمة أهم
المبيعات في هذه السوق كالماشية و الفاكهة و الجلود"[7]
وبهذا نجد أن الأسواق كانت ذات أهمية كبرى لدى المخزن.
و إذا كان ليس بمقدورنا وصف الأسواق التي كانت موجودة بتادلا و إحصاء
عددها، نظرا لضعف وثائقنا في هذا المجال، فإنه بإمكاننا الإدلاء ببعض الملاحظات
العامة، نستشفها من إشارات عابرة فقد"كان السوق فضلا عن توفير الحاجيات للسكان يلعب دور نقطة
الاتصال بين اقتصادين، فيجمع مواد القرى في اتجاه المدينة أو الخارج و يوزع المواد
الوافدة منها"[8]
ومن هنا يمكننا الاطمئنان إلى القول إن
السوق كان مجال واسعا و كانت له أهمية كبرى سواء لدى سكان البوادي أو الحواضر.
هذا و تجدر بنا الإشارة إلى أن مجموعة من الأسواق القروية، كانت هي
الأخرى لا تستثنى من أداء الضرائب و هنا أستحضر قول أحمد التوفيق في كتابه المجتمع
المغربي في القرن التاسع عشر، حيث قال إن" المخزن يتولى تحصيل منفعة عدد
من الأسواق القروية التي لم تكن تعرف المكوس من قبل"[9]وهذا
إن دل على شيء فإنما يدل على أن السوق كانت لها أهمية كبرى لدى المخزن بقدر
أهميتها لدى القبائل.
و من بين الأسواق التي كانت منتشرة في تادلا نجد ما أورده البشير
بوسلام في دراسته ،حيث نجد"سوق عبر الزيدانية يوم الخميس،و سوق الأربعاء
بالفقيه بن صالح، و سوق الجمعة ببني ملال وكذا قصبة تادلا"[10]
و كانت سوق الجمعة ببني ملال من أهم هذه الأسواق.
و لم يكن من السهل في القرن التاسع عشر العثور على فصل كامل يتحدث عن
أوصاف السوق و يعطي تفاصيل عن أحوالها لذلك لجأنا إلى الرواية الشفهية لكي نستطيع
رصد تصور عن أسواق البادية بتادلا و سنكتفي بقصيدة شعرية[11]
ترصد أحوال السوق بأيت سخمان و هي :
إعمر السوق أمسعد أيان
تيسوقن *******
i3mer sou9 amaseaad ayan ti sou9n
جمعن اسبابن زك إدغران إعرقان******jm3nd isbabn zeg idghran i3r9an
شا يويد أولي شا خس ادانcha yowid ouli id cha khess idan *********
أنايغ ميدن كاند لفلوس ك افاسن anygh midn gand
lflouss g ifassn******
كويان اسغا شا إد نكين غوري جيب اخوان ***koyan iss4a cha id nkin 4ori jib i5wan
ديغ أد عاينغ أوداي أديدي رزمن******digh ad 3ayngh oday adi rzemn
نغد أد عاينغ أسيف أدي حرينnghed ad 3aynagh asif adi hrin******
وهو ما معناه:
ملىء السوق و هنيئا لمن تسوقه
واجتمع التجار من أماكن بعيدة
هناك من جلب الغنم،وآخرون جاؤوا فقط
رأيت الناس جلبوا المال في أيديهم
كل واحد اقتنى شيئا إلا أنا فلي جيب فارغ
سوف أدهب لليهودي ليقرضني
أو أتجه للنهر وأغرق فيه
و يتضح من خلال هذه القصيدة أن الأسواق
بالمجال الأمازيغي التابع لتادلا كانت مليئة بالتجار من كل صوب و حدب و كانوا
يبيعون منتوجاتهم من الرعي و الفلاحة و اقتناء حاجياتهم الضرورية ، وكان التجار
اليهود يرتادونها في كثير من الأحيان حيث كانوا في الغالب "عطارة"،لأن
الأسواق بالمجال الأمازيغي كانت أسبوعبة ولم تكن بها حوانيت دائمة، لأنهم كانوا
يتنقلون باستمرار وبالتالي فقد كانت لهذه الأسواق أهمية كبرى .
و على العموم فإن الأسواق كانت لها أهمية اقتصادية كبرى في منطقة تادلا،
حيث كانت توفر الحاجيات الضرورة للسكان سواء منهم الرحل أو المستقرين، كما كانت
تعود بالفضل على المخزن من خلال جمع و تحصيل المكوس و الضرائب.
يلعب السوق مجموعة من الوظائف داخل المجال التادلي،فقد كان يأخد مكانة
كبيرة في الحياة الاقتصادية للسكان فهو المكان الذي" تجري فيه جميع الأنشطة التجارية ... وفي السوق يتم البيع و
الشراء، و معرفة الأخبار ... فالسوق لم يكن فقط مكان حيث يقوم أعضاء القبيلة و
التجمعات المجاورة ببيع منتوجاتهم و الحصول على الأشياء الضرورية و قضاء حوائجهم،
لكنه كان مكان للالتقاء بامتياز...فهو مكان للإنغماس في الحياة الجماعية، و للقاء
شخص غاب عن النظر لمدة من الزمن"[12].و
من هنا يتضح أن السوق كانت له وظائف أخرى
و لا تختلف أسواق السهل عن أسواق الجبل في شيء ذلك أن" سكان الجل
لا يتوجهون إلى السوق للبيع أو الشراء فقط بل
للقاء بعض الأصدقاء أو لحل بعض النزاعات حول المراعي أو الأراضي الزراعية و
حتى لمعرفة بعض الأخبار و المستجدات"[13]
و بهذا فإن الأسواق بمنطقة تادلا لها نفس الخصوصيات تقريبا، و تؤدي نفس الوظائف،إذ
"يعتبر السوق بالنسبة لشبه الرحل مكان التقاء، حيث يوفر لهم كل الحاجيات
الضرورية موضوع انشغالاتهم اليومية ، ففيه تتم كل صفقاتهم ، وفيه يتحرون عن الرواج
التجاري و فيه تنشر الأخبار و تتلقى."[14]فهذه
الأسواق إذا تؤدي وظائف متعددة ففيها يتزود الفلاحون بحاجاتهم و يبيعون منتوجاتهم،
كما أنها مجال للخدمات و العلاقات الاجتماعية و الأخبار و الترفيه، و يعتبر السوق
المكان المناسب للتبادل الاقتصادي و التفاعل الاجتماعي، حيث تتم المبادلة بين
الباعة و المشترين.
و على العموم نخلص إلى أن السوق يلعب مجموعة من الوظائف منها التجارية
و الإخبارية و التواصلية ،إذ فيه تتم
مداولة بعض القضايا، و تتميز منطقة تادلا بوجود الأسواق الأسبوعية"التي
تؤدي عدة وظائف في الحياة القبلية، فهي تمثل مراكز هذه القبائل على المستوى
الاقتصادي و التواصلي و الاجتماعي و السياسي، إذ يعد يوم انعقادها يوما للتبادل
التجاري و فرصة للتواصل الاجتماعي و يوم سلم بامتياز."[15]
يمكن القول إن انتقال الخيرات و المصالح في منطقة تادلا خلال القرن
التاسع عشر، كانت تتقاسمه أشكال من التعامل، وينضبط إلى أنواع من السلوكات المختلفة
و لذلك كان من الضروري و جود مؤسسة تنظم هذه المعاملات و تخضعها للمراقبة ولذلك
كان لأغلب هذه المعاملات الاقتصادية تتم في السوق المحلي القريب من القبائل أو سوق
المدن المجاورة ، فقد كان التبادل "يتم في أماكن و مؤسسات أسواق البادية
أو المدينة تابعة أو على الأقل مراقبة من طرف السلطة المركزية مستفادات مراقبة
الأسعار عن طريق الحسبة"[16]
وبهذا يمكننا القول أن السوق عبارة عن مؤسسة اقتصادية منظمة تتم فيه شتى أنواع
المعاملات، و يخضع للمراقبة، خصوصا في المدن، فكما تنقسم المدينة إلى أحياء لكل حي
وظيفته، فالأسواق تنقسم بدورها إلى رحبات حسب الأنشطة التجارية.
أما في البوادي التي لم يصل إليها المخزن فقد كانت القبائل تعين شيخا
للسوق أو أمغار ن سوق يحرص على حماية و تنظيم السير العام للسوق، ففي الحالات التي
يكون فيها السوق بين قبيلتين أو أكثر يجب"تأطيره و مراقبته و لذلك تقوم "لجماعت" بتعيين قائد
مؤقت...وهذا الشخص هو أمغار ن سوق ، الذي كانت مهمته هي مراقبة السوق و حماية
مرتاديه"[17]
و بهذا فالأسواق كانت عبارة عن مؤسسة اقتصادية منظمة و خاضعة لقوانين ففي المدينة
تخضع للحضور المخزني الذي كان سهر على تنظيمها في أغلب الأحوال،أما في القبيلة
فتخضع للشيخ أو أمغار ن سوق ، و هو عبارة عن أمين للسوق يسهر على تنظيمها و
حمايتها، حيث" كان يقع تحت حمايته كل شخص يؤم الأسواق أو يعود إليه ، و
ذلك في كافة مجاله الترابي و هو مكلف أيضا دون غيره ، بحراسة السوق و أمنه
الداخلي."[18]
إجمالا فإن الأسواق المغربية بشكل عام والتادلية بشكل خاص ، كانت تشكل
نسيجا اقتصاديا متكاملا حيث يجمع مختلف المنتوجات الجبلية و الحرفية ، و تقوم فيه
المبادلات التجارية، كما كانت تخضع لقوانين و ضوابط ، و لهذا يمكننا الاطمئنان إلى
القول إن الأسواق التادلية كانت عبارة عن مؤسسات اقتصادية قائمة.
هكذا يصل بنا المسار من التحليل إلى القول إن الأسواق بمنطقة تادلا
خلال القرن 19 كانت لها أهمية كبرى سواء لدى القبائل التي تقتني منها ما تحتاجه،
أو للمخزن الذي كان يحصل منها على مداخيل مالية مهمة.
كما أنها كانت تؤدي مجموعة من
الوظائف ، إن على المستوى الاقتصادي و التواصلي و الاجتماعي و السياسي و الديني.
و بهذا نخلص إلى أن الأسواق كانت بنية اقتصادية، كونها عبارة مؤسسة
منظمة و تسير وفق قوانين مضبوطة، كما أنها كانت مجالا اقتصاديا بامتياز.
[1] ابراهيم مصطفى و آخرون،المعجم الوسيط،المكتبة
الإسلامية للطباعة و النشر و التوزيع،الجزء الأول، ص 464
[2] عمر
أفا، التجارة المغربية في القرن التاسع عشرالبنيات و التحولات 1830-1912،طبعة دار
الكرامة الرباط، الطبعة الأولى،2006،ص279
[3] Omar Kherdi ,
les Ait Hdidou, Organisation Sociale et
Droit Coutumier, edition, Institu Royal de la Culture Amazighe, Imprimerie El
Maarif Al Jadida_Rabat 2012, p 53
[4] البشير بوسلام، قبيلة بني ملال جوانب من تارخ دير الأطلس المتوسط و
منطقة تادلا11854-1916،مطبعة الطالب 1991،ص 124
[5] الحاج
أحمد نجيب الدمناتي، القول الجامع في تاريخ دمنات و ما وقع فيها من الوقائع،مطبعة
و الوراقة الوطنية،ص 210
[7] أحمد
التوفيق، المجتمع المغربي في القرن التاسع عشر(اينولتان1850-1912)،منشورات كلية
الآداب و العلوم الإنسانية بالرباط،مطبعة النجاح الجديدة-الرباط، الطبعة
الثالثة2011،ص 533
[8] عبد الرحمان المودن، البوادي المغربية قبل الاستعمار ،قبائل ايناون و
المخزن بين القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر،منشورات كلية الآداب الرباط،مطبعة
النجاح الحديدة-الرباط،الطبعة الأولى 1995،ص380
[11] رواية
شفوية ، للسيد لحسن أوسعيد ، البالغ من العمر حوالي 70 سنة ، يقطن بأيت تمجوط،جماعة
تاكلفت إقليم أزيلال.
[12] Omar
kherdi ,op,p56
[13] امحمد مهدان، السوسيولوجيا القروية بالمغرب
مقاربات و قضايا،منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية –أكادير،مطبعة بدر سوس
خدمات،أكادير ، الطبعة الأولى 2015،ص44
[14] روبير
أسبينيون، أعراف قبائل زيان، ترجمة محمد أوراغ،منشورات المعهد الملكي للثقافة
الأمازيغية، مطبعة المعارف الجديدة- الرباط 2007، ص22
تعليقات
إرسال تعليق